جناب الكوماندا المهم
" أيوة يا عماد .. لأ قل له أنا زعلان منه يا عماد .. أيوة قل له كدة .. قل له أخوك محمود ليه بيت يا عماد .. لو عايز تسأل على أخوك محمود تعالى زوره فى بيته يا عماد .. أيوة رمضان داخل أهه و الباشا بيعزمنى أول يوم فى رسالة محمول .. أنا أخوه الكبير و المفروض هو ييجى عندى أول يوم .. لأ يا عماد .. ألو .. ألو .. ألووووو .. يا عماااااد .. يووووه .. الله يخرب بيت الشبكة الزبالة " ~ محمود لأخيه عماد عن أخوهم الثالث مجهول الهويّة
لا .. ليس هذا تفريغ مكالمة محمود لعماد من إحدى سجلات أمن الدولة التى تم تجميعها من إحدى المفارم .. إنه ما سمعه ركّاب المترو اللذين تصادف وجودهم فى نفس عربة المترو .. نفس المترو .. نفس المحافظة التى يتحرك بها المترو الذى يُقِل محمود من مكان عمله إلى مكان سكنه. فمحمود لديه مشكلة صغيرة لا يلاحظها إلا شخص دقيق الملاحظة جداً. محمود لديه فى فمه و حنجرته مكبِّر صوت داخلى يابانى أصلى بتاع بلده.
هل المشكلة مشكلة عماد و محمود و أخيهم الثالث فقط ؟ .. لا .. لقد رأيت من عيّنة محمود الكثير .. حيث لا أسرار .. لا شئ يخفى على الشعب .. أنا كتاب مفتوح .. كتاب صوتى مفتوح إن جاز التعبير .. أنا لا أرتدى الواقى ـ لأ ده واحد تانى اللى قال دى ـ .. المواطن من نوع جناب الكوماندا المهم ,الذى يمثله هنا محمود, لا يدرك ببساطة أن لديه مشكلة كبيرة فى إدراك الفرق بين العام و الخاص .. بين السر و العلانية .. بين مكالمة شخصية لأخيه أو خطيبته أو صديقه و بين إذاعة الشرق الأوسط و تعليق الكابتن محمود بكر .. وااااا لو كنت لسّة داخل من البلكونة فباقول لك إن عماد خطّه بودافون :)
المشكلة ليس المقصود بها ضعاف السمع لا سمح الله .. المقصود بها ضعاف الإحساس .. فهم يسمعون دبّة النملة حولهم و لو كان شخصين يتكلّمان بالقرب من جناب الكوماندا المهم فإنه يُظهر تأففاً عندما يرتفع صوتهما قليلاً أثناء إنشغاله هو بمكالمته .. و لا يدرك أن صوته يسبب أزمة فى المكان كلّه
جناب الكوماندا المهم ليس فقط متكلّم فى الهاتف المحمول .. فأحياناً يكون مستقلاً المترو مع زوجته .. يتكلمان معاً على زوجة أخيه بصوت عالى و كيف أنها بجحة و سقيلة و عديمة الإحساس و تكرههم و تحسدهم و مغرورة و اسمها صفاء و ساكنة فى رمسيس و تليفونها أوله 012 .. لا تتخيل كمية التفاصيل و الفضائح التى ينشرها هؤلاء .. و الملحوظ أن معظم ذكور الكوماندا يتزوجون كوماندات .. كلاهما عالِ الصوت و على لسانه تجرى أخبار الأمم بلا حرج ولا كلل
جناب الكوماندا المهم ليس فقط فى المترو .. هو فى جميع أنواع المواصلات العامة .. فى الشارع .. فى العمارة السكنية التى تعيش فيها .. إنهم فى كل مكان .. تحضرنى مقولة أحد الممثلين "إنت فاكر إن أنا الوحيد اللى كدا .. إحنا كتير أوى"ـ
فعلاً جناب الكوماندا المهم موجود كتير أوى و لا بُد من جهود رادعة للحد من انتشار هذه الظاهرة الكونيّة .. شغّل يا ابنى أغنيّى يبقى انت أكيد أكيد فى مصر
حقّاً لا أدرى هل هى مشكلة نفسيّة و حب للظهور أم أنه نوع من البلاهة المبالغ فيها .. لا إهانة لضعاف السمع إطلاقاً لأن معظم من رأيتهم من ضعاف السمع لديهم حس و ذوق أكثر من كثير من صحاح السمع.
تعتقد المشكلة سببها إيه و ممكن يكون حلّها إيه ؟
تعليق هامشى: بعد غياب طويل جداً عن الكتابة فى
سلسلة مملكة المترو بييجى البوست ده .. إعذرنى على الخليط الواضح بين الفصحى و العاميّة .. أريد أن أكتب كل الكلام بالفُصحى و لكن العاميّة أحياناً بتوصّل اللى عايز أقوله أفضل يا سيّدى :)
السؤال .. هل إنت شايف أن
مملكة المترو دى بتضيف ليك حاجة ولّا بتحس إنّك بتضيّع وقت لمّا تقرأها ؟
1 comments: