مملكة المترو: - 1 - حمادة ستريو

Tweet

مملكة المترو - الحلقة رقم 1

حمادة ستريو

" العمر عدّى و انت بعت و سبتنى .. الوقت عدّى و انت قاسى و خنتنى .. و خدعتنى .. و جرحتنى .. العمر عدّى  .. يابويا عدّى .. ياخويا عدّى .. آه .. آه .. آه .. آه .. هاها .. قولولوا عدّى" 

فى ناس بتتولد فى بقها معلقة دهب .. و فى ناس بتتولد فى إيدها عصاية مقشة .. و معظم الناس بتتولد بقها فاضى و إيدها فاضية .. لكن فى المترو قابلت ناس بتتولد و فى إيدها  الموبايل الصينى

حمادة ستريو منتشر فى المترو بشكل فظيع .. قلّما ركبت المترو فى يوم من الأيام و ما قابلتش حمادة ستريو .. حمادة ستريو هو الإسم العلمى للفصيلة دى من راكبى المترو .. أهم مميزات الفصيلة دى هى إن لازم يكون الشخص ده معاه موبايل صوته أعلى من صوت أى موبايل ممكن تتخيله .. و يكون ما بيتأثرش بأفأفة الناس و نظراتهم الغاضبة و أى تعبير منهم عن الضيق أو الغضب من صوت موبايله شديد الإزعاج

حمادة ستريو على فكرة مش مقصود بيه الرومانسيين فقط .. ولا اللى عاملين دماغ قراقيش علشان ما لقوش حشيش  بس .. لأ .. حمادة ستريو فى أوقات كتير بيبقى مشغل مولاى بتاعة الشيخ النقشبندى و ساعات دعاء السديس أو محمد جبريل .. و أحيان تانية بيكون مشغل قرآن

مشكلة حمادة ستريو إنه بيكون فعلاً مش حاسس إنه بيؤذى الناس باللى هو مشغله أيّاً كان .. ساعات كنت باتخيل العكس .. هو بيبقى حاسس إنه بيؤدى خدمة ترفيهية للناس مجاناً .. و بيبقى مبسوط بدوره ده فى الحياة .. اللى مشغل قرآن شايف إنه بيفيد الناس و بيقربهم من ربنا .. و اللى مشغل أغانى شايف إنه بيخفف عليهم و على نفسه ملل الطريق

على فكرة حمادة ستريو من الجنسين .. بس نوع المحتوى اللى طالع من الموبايل بيختلف .. يعنى مثلاً حمادة ستريو الولد غالباً بيكون عامل دماغ قراقيش علشان ما لقاش حشيش .. أو شارب سيجارة بُنّى و حاسس إن دماغه بتاكُلنى .. لو جيت لحمادة ستريو العجوز بيكون غالباً مشغل قرآن أو أدعية .. و أحياناً بيكون مشغل أغانى من التراث بس بصوت حد تانى خالص غير اللى غنّاها مثال على كدة بتخاصمنى حبّة و هل رأى الحب سُكارى .. أما حمادة ستريو البنت فبتكون عادةً عايزة تبيّن للناس قد إيه هى حسّاسة و رقيقة .. فبتلجأ لتامر - آ - حُسنى أو لمحمد حمائى - حماقى بس هم بيقولولوا حمائى - و أحياناً عمرو دياب .. و ساعات بيكون موبايلها مش صينى و بيكون نوكيا إكسبريس ميوزيك (صوته عالى بردو) 

كان فى مواقف كنت هاحتك فيها بالكلام مع بعض أفراد قبيلة حمادة ستريو .. بنت كانت قاعدة ساكتة خالص و إذ فجأةً طلّعِت الموبايل و هاتك يا عمرو دياب .. أنا كنت هاتناقش معاها بس افتكرت فيلم كتكوت عوكل لما أطاطا قالت للظابط " إلحقنى يا حضرة البكباشى .. باسنى من بُقّى " .. فقلت الطيب أحسن و قمت قعدت بعيد .. كان فى بردو مرّة تانية راكب فيها المترو و أحد الحمادات ستريو كبار السن مشغّل قرآن بصوت عالى جداً .. أنا كنت واقف و كان معايا كتاب باقرأ فيه و مش عارف أركز .. و قاعد فى الكنبة اللى أنا واقف قدامها عيلة مسيحية .. أب و أم و طفلين صغيرين سنهم ما يجيبش 6 سنوات .. و كان يبدو عليهم الإنزعاج الشديد .. إن ما كانش من إن ده كلام ديانة تانية فهو بسبب الصوت العالى جداً اللى كان شديد الإزعاج  - أنا مسلم على فكرة و مش علمانى ولا صهيوصليبى ولا ماسونى - .. قبل الموقف ده كنت مقرر إنى فى يوم من الأيام هاكتب مملكة المترو فقلت أنا مش هاخد أى رد فعل و هاشوف الناس رد فعلها هيكون عامل إزاى و أكتب عنه زى ما شفته بالظبط .. العجيب إن تقريباً ما حدش قال للراجل ده وطّى الصوت .. عربية المترو بالمسلمين بالمسيحيين بالكبار بالصغيرين اللى فيها ما حدش قال له وطّى الصوت .. اللى كان بيقول أُف .. و اللى كان بيقول أستغفر الله العظيم .. و اللى كان ساكت و بيسمع و مركز و اللى كان بيعلّى صوته هو و اللى بيرغى معاه و متعايشين مع الوضع

فكرت فى أسلوب لعلاج المشكلة دى و مالقيتش حل أمثل للتعامل مع كل الحمادات ستريو اللى شفتهم فى المترو.

واحدة من الطرق دى هى الكلام المباشر اللى غالباً هيُقابَل بعناد من الطرف التانى و هيجيب نتيجة سلبية .. فكرت فى موضوع "هيدفون لكل مواطن" و هو نشر الوعى بأهمية الهيدفون و دورها فى الحفاظ على نفسك من إن الآخرين يشتموك فى سرُّهم .. حتى ممكن نشر إشاعات عن الفوائد الصحية و النفسية لاستخدام الهيدفون و حاجات بقى من بتاعة الحاج أحمد حامل مفاتيح الجراج حلم بالوصفة دى و انشرها 20 مرّة سمعك يبقى أحسن و اعرف واحد ما نشرهاش سماعة موبايلُة باظت و الكلام الفاضى ده

إنت كقارئ .. شايف موضوع حمادة ستريو ممكن يتحل إزاى ؟

أنا هاسيبك .. هاسيبك .. هاسيبك للأيام .. و الوقت عدّى .. يا سيديى عدّى .. الوقـت عدّى .. يا سيداى .. يا سـ

سلامٌ عليكم

Tweet